لقد شغلت للمؤسسات العسكرية والامنية الثقل الاكبر في الحياة السياسية والانظمة الحاكمة في تاريخ العراق المعاصر. فتاريخ العراق المعاصر حافل بالانقلابات العسكرية والمحاولات الانقلابية وتحكم المؤسسات العسكرية والامنية على مقدرات البلاد. لكن هذا الثقل العسكري والامني احتكرته فئات اجتماعية معينة في المجتمع العراقي مما ولد حالة من عدم الثقة بتلك المؤسسات لدى الفئات الاخرى من الشعب العراقي. وبعد الاحتلال الامريكي للعراق العام (2003) وإلغاء جميع المؤسسات العسكرية والامنية للنظام السابق أعيد تشكيل مؤسسات عسكرية وامنية جديدة لكل من الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان مختلفة عن المؤسسات السابقة. لكن هذه المؤسسات تعاني مشكلات كبيرة وتحديات خطيرة اثرت بصورة سلبية على حياديتها ومهنيتها واداءها الامني ومسؤولياتها في حفظ الامن والاستقرار. بل انها اصبحت جزءاً من اسباب اللاستقرار والصراع الداخلي الذي صحب تغيير النظام بعد العام (2003). وكذلك شكل استبعاد الفئات المتسلطة على الدولة واجهزتها الامنية والعسكرية في العراق قبل العام (2003) حصل فراغ امني كبير تمثل في معارضة الفئات المستفيدة من الانظمة السابقة للنظام الجديد، وهو ما شكل صعوبة اضافية للمؤسسات الامنية العراقية الفتية التي اعيد تأسيسها وتنظيمها بعد العام(2003).
. …..