تشكل العلاقة بين المؤسسة العسكرية والحكم السياسي والشعب مثلثاً, يختلف في شكله وهيكليته انطلاقاً من مجموعة معايير التي تجعل منه مثلثاً متساوياً أو غير ذلك من الأشكال, التي ترسم مجتمعاً فيما بينها خارطة طريق لصيغة حكم في هذه الدولة أو تلك, وتبقى هذه الأشكال المثلثية قابلة للتغيير تبعاً لمتطلبات كل مرحلة, والعوامل المؤثرة فيها وتأتي في مقدّمتها ثورات الشعوب ومواقف المؤسسة العسكرية من هذه الثورات, وتختلف أهمية زوايا هذا المثلث بحسب طبيعة النظام السياسي, ففي دول الجنوب المؤسسة العسكرية عادة ما تعدّ أهم زوايا هذا المثلث, فهي بمثابة “بيضة القبان” لأهمية موقفها من أي تغيير في الحكم أو أي ثورة قد تحصل, كما هو الحال ما حصل من ثورات في بعض الدول العربية التي عرفت بثورات “الربيع العربي” إِذ شهدت المنطقة العربية ثورات شعبية واسعة انطلقت في أواخر عام 2010, كانت شرارتها تونس, لتسقط حكم “زين العابدين بن علي” بعد أن تربع على عرش السلطة لثلاثة وعشرين عاماً, وقبل أن تخف رياح التغيير في تونس عصفت أخرى في مصر, لتطيح بنظام “محمد حسني مبارك” الذي حكم مصر لمدة ثلاثين عاماً, ولم تصمد أنظمة الحكم في كل من ليبيا واليمن أمام هذه الثورات, لينتهي بها المطاف إِلى انهيارها, فيما تزعزعت أركان الحكم في سوريا التي تحولت إِلى حرب داخلية بفعل الانقسامات والانشقاقات العسكرية.. …..