يعد الحديث عن العلاقات التي تجمع روسيا والصين ترتكز على أساس: تعزيز الشراكة في مختلف المجالات، لاسيما في المجالين: الاقتصادي والاستراتيجي، ولكنها وبشكل دقيق ترتكز على أساس: مصلحي وفق ما فرضته طبيعة الاوضاع الدولية التي حتمت على الطرفين ضرورة إقامة علاقات أساسها: التعاون لمواجهة التحولات التي عصفت بالواقع الدولي، كما أن نجاح العلاقات الروسية–الصينية، لا يقوم فقط على عنصر الاستقرار السياسي الذي ساد ولا يزال المجال الجغرافي المشترك بينهما، بل كان للتوجهات الإيديولوجية، لاسيما منذ العام 1969 وحتى العام 1985، دور مهم في نسج هذه العلاقة سواء أكانت في مدة الاستقطاب الإيديولوجي، أم في ظل المواقف الموحدة الرافضة للتغير الحاصل في موازين القوى بعد الحرب الباردة.
وتعد العلاقات بين روسيا والصين واحدة من كبرى المحددات للاستقرار في أوراسيا وآسيا والمحيط الهادئ، كما تسهم تلك العلاقات في تشكيل النظام العالمي الأوسع، ومن ثم هي مهمة لأمن دول المنطقة ؛ ولأن لروسيا والصين والولايات المتحدة تاثير في جميع القضايا الإقليمية والدولية الرئيسة ؛ فأن فهم التأثير الامريكي على سير السياسة الروسية تجاه الصين مهم جداً لدول المنطقة وعليها جميعاً أن تضعهُ بنظر الأعتبار عند وضعها لسياساتها الخارجية.