ومن المعلوم أن تلخيص الكتب واختصارها من أشهر مقاصد التصنيف كما أنه من سنن علماء هذه الأمة في جميع العلوم الشرعية ومن الأمثلة على ذلك تلخيص الذهبي لمنهاج السنة لشيخ الإسلام في كتاب أسماه المنتقى، كما لخص ابن حجر تهذيب الكمال للمزي في كتابه تهذيب التهذيب ثم اختصر هذا الكتاب نفسه في تقريب التهذيب، واختصر ابن كثير مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، وكان زاد المستقنع للحجاوي الذي شرحه ابن عثيمين في كتابه الممتع مختصرا لكتاب المقنع لابن قدامة، كما قام الشيخ ابن عثيمين نفسه بتلخيص الفتوى الحموية في كتابه فتح رب البرية واختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام، فلا يزال تلخيص الكتب واختصارها سنة لأهل العلم سلفا وخلفا كما أنه من أهم أغراض التأليف يقول ابن حزم (وإنما ذكرنا التآليف المستحقة للذكر، والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلف عاقل إلا في أحدها، وهي:
-إما شيء لم يسبق إليه يخترعه.
– أو شيء ناقص يتمه.
– أو شيء مستغلق يشرحه.
– أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
– أو شيء متفرق يجمعه.
– أو شيء مختلط يرتبه.
– أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه)