تُعتبر الدراسات الاستشراقية مجالًا بحثيًا يركز على استكشاف حضارات الشرق، بما في ذلك الإسلام، اللغة العربية، الثقافة، والأدب. وغالبًا ما تتسم هذه الدراسات بالتشدد وتحمل توجهات استعمارية. يُنظر إلى الاستشراق كنوع من الهجوم على الثقافة والتاريخ والدين، وقد ارتبط بظهور النهضة الفكرية الحديثة في العالم الإسلامي منذ بداياتها. كان النقد الموجه للاستشراق ذا طابع ديني دفاعي، يهدف إلى حماية الثقافة والهوية الإسلامية.
من المهم أن يولي الباحثون المسلمون اهتمامًا خاصًا لدراسة الاستشراق وتصحيح المفاهيم المرتبطة به، نظرًا لتأثيرها على الفهم العام للثقافة الإسلامية ودورها كمصدر للفهم الغربي للشرق. ينبغي أن نتبنى نقدًا بناءً للأفكار الاستشراقية وتصحيحها عند الحاجة.
فالاستشراق لا يُعتبر مجرد قضية سياسية أو مجال بحثي يتأثر سلبًا بتباين الثقافات والدراسات أو المؤسسات، ولا هو مجرد تجميع لمجموعة كبيرة من النصوص حول المشرق. بل هو في جوهره توزيع للوعي الجغرافي إلى نصوص جمالية وعلمية واقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى دراسات في فقه اللغة. وفي سياق آخر، يُعرّف إدوارد سعيد الاستشراق بأنه المجال المعرفي أو العلم الذي يُستخدم لفهم الشرق بشكل منظم، كموضوع للتعلم والاكتشاف والتطبيق. تشكل التيارات الفكرية المعاصرة في دراسة حضارات الشرق مجالًا مهمًا للباحثين والمثقفين، حيث تسعى لفهم وتحليل الثقافات الشرقية، بما في ذلك الإسلام والعربية.