أبو العلاء المعري عَالمٌ بارز شعريا وفكريا. عاش في الفترة من (363 – 449 هـ) التي كانت من أكثر العصور السياسية اضطرابًا، ولكنها من أكثرها ثراءً فكريًا وتنوعًا أدبيًا، ولم يقف فقده لبصره حائلا دون الإبداع بل جعل منه قوة دافعة ومكمنًا من مكامن الإبداع، فاحتل مكانة سنية بين كبار الشعراء أو كبار الناثرين الفلاسفة في ذلك العصر، ولم يكن شعر المعري أو أدبه وحدهما مجال اهتمام الناس به، بل كانت حياته وآراؤه وفلسفته كذلك،إذ كان شعره ونثره وفكره جميعًا معرضًا صادقًا وأمينًا لما اكتنف حياته من تقلبات،وتطبيقًا عمليًا لفلسفته وآرائه. وبذلك كان المعري صوتًا شعريًا عميقًا ومميزًا في الفكر العربي قديمه وحديثه.
ومن هنا اهتممت بهذه الشخصية وتعرفت إلى إشكالية المرأة تلك التي ما فتئ الشعراء يتغنون بجمالها ويهيمون بحبها.المرأة التي لطالما ظهرت في أدبنا بصورة الحبيبة و الزوجة و الابنة و الأخت و الأم الحنون، كل هذه الصور الجميلة المتلألئة في أدبنا دفعتني لأن أتقصى صورة المرأة عند أديبنا الكبير أبي العلاء المعري في شعره ؛ لأنه قد حيك حول هذه الصورة الكثير من الشبهات