الإنسان هو الكائن الوحيد المقدس في الكون، كما أنّ الناس كائنات طقوسية بكلّ امتياز ولا يمكنهم العيش معاً إلاّ بواسطة طقوس تنظم مبادلاتهم الرمزية المختلفة. فالمجتمع مسرح يومي تُّؤدّى فيه الأدوار منتظمة وفق طقوس تفاعلية، لا تستوي الحياة الجماعية بدونها، وعندما شرع الانسان يبحث في كينونته وذاته ليحدد هويته سقط في دوامة الثنائيات الساذجة اللامتناهية، فالإنسان جسد وروح، الانسان عقل وشهوة، الانسان مادة ووعي، تلك هي بعض الثنائيات المقترحة التي انطلق منها الانسان لإدراك نفسه ووعي ذاته، ولأنه كذلك فقد اهتم الإنسان بموضوع الدين، وأخذ هذا الدين يتطور ويسلك فيه الإنسان طرائق متعددة، وأصبح الدين يتمثل في حياة الانسان في أربعة أوجه هي: الطقوس والعاطفة والايمان والادراك العقلي. واذا بدأنا بالحديث عن الطقوس، نجد ان الطقوس تتكرر وتتفق من أجل الشعور العاطفي الذي ارتبط بها وبوجود هذا الترابط صاغ الانسان كثيراً من هذه الطقوس صياغة فنية جيدة، راعى فيها ان تكون بطريقة تستثير الشعور العاطفي لذلك نرى ان الطقوس والعواطف الجماعية كان لها دورها ومكانتها الكبيرة عند القبائل البدائية، بل انها كانت تعتبر احدى القوى الملزمة في مثل تلك المجتمعات، وبجانب الطقوس والعواطف، كان لابد من التصور الادراكي لشيء موجود فوق الشعور، هذا الشيء كان يدخل في ضمائر الافراد ويصبح احد معبوداتها، ولذلك أخذت الاسطورة دوراً في تفكير الانسان الديني.