الأمثال في القرآن الكريم والقصة والشواهد قد بلغت الغاية القصوى في الأهمية، لما بلغته من براعة التصوير، ودقة التعبير، فهي وسائل إيضاح لما في القرآن الكريم من أفكار وحكم وتشريعات. ومن خصائص أمثال الكتاب العزيز أنها ارتبطت بالمجتمع في معتقداته وتفكيره وأخلاقه وسلوكه وعاداته وتقاليده من أجل إصلاح الأفراد، وتوجيههم إلى سبيل الخير، فقبحت الكفر والعصيان والضلال، وزينت الإيمان والتقوى، ودعت إلى الاستقامة والعمل الصالح.
فالتمثيل هو القالب الذي يُبرز المعاني في صورة حسِّية تستقر في الأذهان، بتشبيه الغائب بالحاضر والمعقول بالمحسوس وقياس النظير على النظير. وهو من أساليب القرآن في ضرب بيانه ونواحي إعجازه.
قال ابن القيِّم رحمه الله: ” ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره في صورة المحسوس بحيث يكون نسبته للعقل كنسبة المحسوس إلى الحس. وقد تأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر على المدح والذم وعلى الثواب والعقاب وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره وعلى تحقيق أمر وإبطال أمر
ولو دقَّقنا وتأمَّلنا في سياق الأمثال المضروبة بالحيوان لوجدنا أنَّها من قبيل المبالغة في الاحتقار والضعف. وقد جاء اللفظ في معظمها صريحاً بلفظ المثل أو ما يدل على التشبيه، وهو ما يُعرف بالأمثال المصرِّحة.
والذي يتأمل القرآن العظيم و يتأمل ما فيه من آيات، يرى فيه حديثاً عن كل شيء، فكل المخلوقات التي نراها بأعيننا قد حدّثنا عنها القرآن وضرب لنا فيها مثلاً، منها الحشرات: كالنمل والنحل والذباب والبعوض والقمل والجراد وغير ذلك، ومنها هو قريب من الحشرات كالعنكبوت، قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {27}الزمر.