منذ انتهاء الحرب الباردة وتربع الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً على قمة الهرم الدولي استهلت الولايات المتحدة دخولها القرن الحادي والعشرين وهي حاملة لتلك الصفة كقوة مهيمنة، إذ وصلت إلى ما وصلت إليه عبر تفكير إستراتيجي ممنهج يتلائم مع ظروف المرحلة التي حتمت وجود إستراتيجية شاملة جديدة ، لاسيّما في ظل غياب الصراع الإيدولوجي مع المنافس الذي كان يزاحمها على الهيمنة وهو الاتحاد السوفيتي؛ الأمر الذي دفعها قدماً بأتجاه تنفيذ مخططاتها من أجل أخضاع العالم إلى إرادتها السياسية وتسخيره خدمة لأغراضها الإستراتيجية التي ترمي إلى صيانه أمنها القومي عبر تحقيق أهدافها ومصالحها في المناطق إلاستراتيجية في العالم والتي يعد العراق أكثر حيوية منها، وبالفعل فقد أكدت المتغيرات المعاصرة تصاعد قيمة العراق في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، مما جعل امر احتلاله وأخضاعه كلياً للهيمنة الأمريكية امراً ضرورياً للإستراتيجية الأمريكية ما بعد الحرب الباردة.. وقد أدت المتغيرات الدولية المعاصرة إلى زيادة قيمة العراق في الأدراك الإستراتيجي الأمريكي، لذلك عزمت الولايات المتحدة الأمريكية بأتجاه استغلال الفرص التي نتجت عن تلك المتغيرات لتحقيق أهدافها في احتلال العراق لأخضاع المنطقة العربية كلياً تحت سيطرتها.