قرَّرْنا شَرْحَ كتاب « حليةُ طالبِ العِلْمِ» بعد مُشاوَرَة واقتراح الطلبة لدينا في الجامع؛ وذلك لأن طالبَ العلم إذا لم يتحلَّ بالأخلاقِ الفاضلةِ فإن طلبَهُ للعلم لا فائدة فيه، لكِنْ يِجبُ على الإنسان كُلَّمَا عَلِمَ شيئاً من الفضائلِ أو العباداتِ أن يقومَ بهِ، فإذا لم يفعل فهو والجاهلُ سواءٌ، بل الجاهلُ أحسنُ حالاً منه؛ لأنَّه تَرَكَ الفضْلَ عن عمدٍ بخلافِ الجاهل، وَلأنَّ الجاهلَ رُبَّمَا يَنْتَفِعُ إذا عَلِمَ، بخلاف من عَلِمَ ولم ينتفعْ.
أما مؤلفُ هذه الحِلْيةِ: فهو أخونا الشيخ: بكر أبو زيدٍ، وهو من أكابر العلماءِ، ومن المعروفينَ بالحَزْمِ والضبطِ والنَّزَاهَةِ، ثُمَّ إنَّ كلامَهُ في غالبِ كتبهِ يدُلُّ على تضلُّعِهِ في اللغة العربية، ولهذا يأتي أحياناً بألفاظٍ تحتاجُ إلى قواميسِ اللغةِ، والذي يظهر أنه لا يتكلَّفُ ذلكَ، لأنَّ الكلامَ سلِسٌ ومستقيمٌ.