تستحوذ دراسة الأحواض النهرية على اهتمام واضح من الجيومورفولوجيين والهيدرولوجيين؛ لأنها تشكل ركناً أساسياَ في هذا الحقل من الدراسات ؛ إذ تشكل وحدةً طبيعيةً جيومورفولوجيةً، وهيدرولوجيةً متكاملة، تتوافر فيها ظواهر عدة، وأشكال أرضية تثير اهتمامهم، وتُسهِم في فهم العلاقة بين العوامل الطبيعية المؤثرة في تشكل المعالم الأرضية، مثل العوامل الجيولوجية، والتضاريسية، والمناخية، والهيدرولوجية، والتربة، والنبات، وتؤثر على العمليات التي تمارسها تلك العوامل، بما يُحدث تغيرات فيزيائية وكيميائية، وتعمل كذلك على تشكيل الخصائص الشكلية، والتضاريسية، والمساحية، وخصائص شبكة التصريف النهري , والأشكال الأرضية للحوض، فضلاً عن أن الموارد المائية بخصائصها، وطبيعة استغلالها، من الموضوعات التي تحظى باهتمامٍ واضح منذ القدم.
وترجع بدايات الدراسة المورفومترية لأحواض التصريف إلى بداية الأربعينيات من القرن الماضي، بفضل دراسة هورتن ومن تبعه, وكان المنهج السائد وإلى وقتٍ قريب عند استخراج القياسات المورفومترية أنه يتم ذلك عن طريق القياس من الخرائط الطبوغرافية وبذلك فإن القياسات المورفومترية هي قاعدة البيانات الكمية الضرورية لأية دراسة، تهدف إلى تصميم النماذج الهيدرولوجية المتعلقة بأحواض التصريف ؛ لأنّها توفر القياسات الضرورية للأشكال الأرضية التي تجعل تصميم النماذج الرياضية والمختبرية المناسبة لها أمراً ممكناً من الناحية التطبيقية, ويقدم التحليل المورفومتري أيضاً عدداً من المعطيات الكمية المتعلقة بعناصر الشبكة المائية المتنوعة من جانب نوع المتغيرات المورفومترية التي يدخل في تركيبها وشكلها وعددها……