وُسِمَ عنوانُ الكتاب بلفظ “التّوظيف” ليتناسب مع المحتوى، إذ خصَّ هذا المصطلح الوجه البلاغي للتجنيس والمشاكلة فحسب، ولعلّ المتأمّل لمعنى “التّوظيف” المُعجمي يجد أنّها كلمة مشتقّة من الوظيفة، وهي ما يُقدّر من رزقٍ أو طعامٍ او نحوهما للعاملين عليها، ووَظَفَ الشيءَ على نفسه، ووظّفهُ توظيفًا: إذا ألزمها إيّاه، والتّوظيف: يعني الوظيفة، واستوظَفهُ بمعنى استوعبه.
والتّوظيف البلاغي للتجنيس والمُشاكلة في شعر شاعر كبيرٍ كالمتنبّي يعكِسُ الأثر الأسلوبي الذي يتركهُ هذان الفنّان البديعيان على مستويات السّياق الشعري من جهة التّركيب، والدّلالة، والصوت، فهو توظيف أسلوبٍ سعى فيه المتنبّي إلى تزيين اللفظ بأجملَ حُلّةٍ، حتّى يظهر المعنى بأروع دلالة وأحسنها إيقاعًاعلى المستوى الصوتي