قوله: “الحمد لله الذي شهدت له بربوبيته جميع مخلوقاته” هذه شهادة فعلية، فكل المخلوقات تشهد بأنه الرب عز وجل لأن هذا المخلوق لابد له من خالق.
قوله: “أقرّت له بالعبودية جميع مصنوعاته” كل المصنوعات تقر له بالألوهية (بالعبودية) فإن أراد المؤلف – رحمه الله – العبودية الكونية، فلا شك أن عامة، لأن جميع المصنوعات مقرة لله تعالى بالعبودية الكونية، لا تخرج عن ذلك أبداً. أما العبودية الشرعية فيُستثنى منها الكافر، فالكافر لم يقر بعبوديته.
قوله: “وأدّت له الشهادة جميع الكائنات أنه الله الذي لا إله إلا هو بما أودعها من لطيف صنعه، وبديع آياته” لأنه لا منازع له، يفعل في خلقه ما يشاء، وهذا يدل على أنه عز وجل واحد.
قوله: “وسبحان الله وبحمده” هذا جمع بين التنزيه عن كل ما لا يليق به، وإثبات الكمال له، فبالحمد ثبت له الكمال، بمعنى أنه يحمد على كماله، وبالتسبيح ثبت له عز وجل التنزيه عن كل نقص.
قوله: “عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته” بيان لمقدار هذا الحمد وكيفيته، فـ (عدد خلقه) بالكمية، و(رضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) هذا بالكيفية، وإن كان مداد الكلمات قد يكون بالكمية أيضاً.
قوله: “الأحد الصمد” (الأحد): أي: المتفرِّد، و(الصمد): القول الذي يجمع كل ما قيل فيها: أنه الغني بذاته، الذي افتقرت له جميع مخلوقاته………..