يعـد موضوع الدراسة من المواضيع الحديثة التي لم تنل القدر الكافي في الدراسـات العلمية الأكاديمية,ولا سيما إذا علمنا: إن منطقة شمال إفريقيا عدت مركز جذب استراتيجي على المستوى الدولي والإقليمي, لأنها حظيت باهتمام بالغ من لدن دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية, وذلك بسبب تجاذب وتنافر المصالح الدولية والإقليمية إزاءها.
ولذلك شكل (إقليم شمال أفريقيا) مركز استقطاب مهم, إذ نلاحظ استمرارية تصعيد الاهتمام والتأثير في هذه المنطقة من قبل القوى الدولية,مما ينعكس بشكل أو بآخر على طبيعة التنافس الدولي بين استراتيجيات القوى الكبرى.
وعلى هذا الأساس اقتضت الضرورة دراسة هذا الموضوع بشكل علمي ممنهج, ليتسنى لنا معرفة طبيعة الدور الأمريكي حيال (إقليم شمال أفريقيا) لما لها من تأثير في مصالح الدول الكبرى, ولا سيما الدول الأوربية.
واتساقاً مع ذلك,فقد شهدت مرحلة ما بعد الحرب الباردة تطورات سياسية,واقتصادية,وعسكرية,وأمنية مهمة جدا شكلت بالمحصلة انعطافة جديدة,بسبب انفراد الولايات المتحدة الأمريكية ضمن إطار قطبية أحاديةعلى المستوى الدولي.
ولذلك تمحورت منطلقات التوجه الأمريكي نحو المضي قدما باتجاه تطبيق الوسائل المناسبة التي تتواءم مع طبيعة التوجهات الأمريكية باتجاه إقليم شمال أفريقيا.
ومن هنا فقد اقتضت الضرورة دراسة إبعاد التوجه الأمريكي تجاه (إقليم شمال أفريقيا), بسبب تغير واقع الصراع الدولي الذي يشهد تناقض في المصالح، فضلا عن إن هذا الاهتمام قد اخذ بالتزايد بشكل مضطرد، وبإبعاد جديدة بعد إحداث 11 أيلول العام 2001, ودخول العالم مرحلة جديدة في ما يسمى بـ( الحرب على الإرهاب).