اللغة الرمزية الموظفة في روايات التكريتي وجدتها لغةً قادرة على الارتقاء من المستوى العادي إلى المستوى الكشفي الرؤيوي التي لا تستطيع لغة الخطاب العادي أن تصل إليه، فكان اصطناع الرمز في روايات التكريتي وسيلة حملَّ من خلالها ما أراد توصيله من أحاسيس وأفكارٍ جوهرية كامنة في أغوار نفسه، فكانت لغةَ الرمزِ قادرة على أن تبوحَ بما لا تتحمل لغة المخاطبة البوحَ به، فشكل الرمز وتوظيفه تلك البوابةِ التي تدخل منها اللغة إلى ساحة الحلم الأثير، إذ يتجلى عمق الحياة فنرى من خلاله مالا يرى بغيره، وأُعجبتُ أشد الإعجاب بالتوظيف الرمزي الذي تعمده التكريتي في رواياته، وقد زاد من إقبالي على الكتابة في هذا الموضوع، لأنه لم يُدرسْ دراسة مستقلة متخصصة تعني بتوضيحه من قبل.