يتميز هذا الكتاب بانه ليس إضافة كمية لموضوع مطروق، لكنه يشق طريقا جديد يمكن ان تقام على جوانبه ابنية معرفية جديد للمسرح السياسي وما يتضمنه من عوامل تهيمن على سياقة المعرفي والجمالي عبر اشكالية الحرب التي تترتب عليها ازمات وصراعات ايديولوجية متجذره في بنية الثقافة والفن، لذا كان عام 2003 عاما مفصليا في بلورة رؤية جديدة للمسرح الغربي تجاه احداث العراق التي حصلت ابان فترة الغزو الامريكي والبريطاني للعراق وكان ذلك العام بمثابة انفتاح الباب على مصراعيه امام الكتاب المسرحيين الاجانب وخصوصا بعد اطلاعهم على الكثير من المعطيات التي افرزتها الاحداث وكذلك ما نقلته وسائل الاعلام المختلفة للغرب من تلك الاحداث، ولا يخفى كذلك دور بعض الكتاب العراقيين في مسرحة الأحداث تلك، ونقل رؤاهم عن طريق النصوص المسرحية الى العالم الغربي.
وبذلك اطلع المسرحيون الأجانب على رؤية الكتاب المسرحيين العراقيين وعلى الكيفية التي تناولوا فيها مسرحة احداث الغزو التي تعرض لها بلدهم فأصبحت المقاربات النصية المسرحية تشترك في نقاط عدة منها ان الطرفين يريان في العنف وتحديدا العنف السياسي مادة صالحة وخامة غنية تتبلور من خلالها مفهومات جديدة للتوظيف كما انها تعطي للأخرين كُتّابا ومتلقين مساحة نقدية واسعة لكلِّ ما من شانه ان يكون عاملا مؤثرا في اثارة العنف المقابل – رد الفعل الانعكاسي- لدى مواطني البلد المحتل.