السكان هم ثروة الأمة ولولاهم ما جادت الأرض بخيراتها وما انتشر العمران وما قامت حضارة. فالسكان هم اليد التي تعمر والتي تحرث الأرض وتدير المصانع. وهم العقول التي تفكر وتبدع، وهم القوة التي ترد كيد العدو. فلا عجب إذاً أن ينشأ من العلوم ما يجعل السكان شغله الشاغل، بحسب حركتهم ويحلل تركيبهم ويحصي عددهم ويستخرج من النسب والمعدلات ما يعين السياسي والاقتصادي والاجتماعي – الذي يتعامل بمادة السكان – على فهم وتصور وحل مشكلاتهم. ومن يتولى ذلك العمل فهو على حق لان عملهُ يخدم حركة الحياة، بقدر ما تخدم تطلع حركة الحياة إلى ما هو أفضل اقتصادياً وحضارياً.
ومن هنا تأتي أهمية دراسة السكان في قطر مثل العراق الذي ظل مفتقراً إلى الدراسات السكانية على الرغم من أهمية وخطورة تلك الدراسات في ميدان الجغرافيا واتساع مجالها وتعدد حقولها وتشعب تخصصاتها. وما نشر عن الدراسات السكانية الخاصة بالقطر العراقي ولاسيما في مجال جغرافية السكان، كان قديماً ومحدوداُ.