لكل أُُمة من الأمم أن تدعي حضارة راسخة رسوخ الجبال الشاهقات على وجه المعمورة ولكل جيل أن يدعي تطورا”وإزدهارا” – لكن الأثر يصدق ذلك أو يكذبه والتاريخ هو الأثر الذي يستدل الباحث من خلاله على عمق حضارة هذه الأمة, وعلى تطور الحياة العلمية لذلك الجيل وازدهارها .
ولا عجب أن توصف هذه الأمة بأنها امة عريقة ضاربة في القدم – أصيلة في حضارتها – زاخرة في آثارها – لكثرة ما بها من العلوم وتنوع ما فيها من معارف .
وكم حاول العابثون طعن هذه الأمة من خلال طمس معالمها وآثارها حيناً ومن خلا ل تشويه تاريخها حينا آخر .
والتاريخ ثغر من الثغور,اعتنى بها العلماء قديما وحديثا, وبذل المخلصون جهوداً عظيمةً لإخراج ما ادخل المغرضون فيه من كذب في الروايات وتشويه للحقائق وتحريف للنصوص ,حتى أصبح ذلك الثغر دينا” لا يسعهم تركه أو السكوت عما دخله من أباطيل.