يجمع هذا كتاب عدداً من الموضوعات في فقه اللغة العربية لم تكن غير مطروقة من منظور وصفي، بل كانت من ركائز عملية التفكير اللغوي العربي التي كان علم اللغة العربي يرتكز إليها باعتبارها مجموعة من أساسيات علم اللغة، ولكن هذا الأمر تغيَّر إلى حدٍّ ما بعد أن وجد فقهاء اللغة عدداً من التفسيرات التي لا تهتمُّ بالأطر التعليمية لأساسيات النحو العربي أو العملية اللغوية العامة.
وقد فتح المستشرقون أبواباً كان من المفيد فتحها للدرس اللغوي العربي، وهو ما سعى العلماء والباحثون من العرب إلى الإفادة منه قدر الإمكان.
ولكنّ جهود المستشرقين كانت تهتمّ باللغات الرئيسة في المجموعة السامية، دون أن يرتكزوا إلى نظريات النحو العربي إن جاز التعبير، وكانت رؤيتهم في الغالب تنصب على تأصيل الظواهر اللغوية للغة العبرية بالدرجة الأولى، واللغة السريانية بالدرجة الثانية، واللغات الأخرى بدرجة ثانوية، وأما أن تُدرس اللغة العربية على أنها أصل مهمٌّ في شجرة عائلة اللغات السامية، فلم تبدُ آثاره بصورة جلية، إلا في عدد محدود من دراسات المتخصصين منهم.