لعل القارئ العربي قد اطلع بشكل مبسط على افكار وممارسات هذه الجماعة ودورها في خدمة الانسانية في كل مكان عانت فيه من تمييز واظطهاد وغبن وكانت معظم المعلومات المتوافرة عن هذه الجماعة تتواجد في اطار هوامش تعريفية يضعها المؤلفون والمترجمون في اطار حديثهم عن تاريخ العقائد الدينية في انكلترا و الولايات المتحدة وكذلك خلال تعرضهم للتاريخ الاقتصادي للرأسمالية و الدور الذي لعبته الجماعة المذكورة في اطار البناء الرأسمالي ككل و التاريخ السياسي و الاجتماعي للبلدين وبالتالي لم يتم التعريف بأفكار وعقيدة وممارسات الصاحبيين على صعيد كتاب مستقل كامل حتى هذه اللحظة وقد كان لكاتب هذه السطور فرصة عظيمة للتعرف عن كثب على عقيدة الكويكرز بتفرعاتها العديدة وممارساتها التي سجلت نقطة انطلاق وتحول في الفكر الانساني العالمي الأمر الذي غدا معه بروز الجماعة على صعيد التاريخي واحدا من الانعطافات المهمة و التي طبعت بآثارها فكر ووجدان اجيال كاملة , حاولت التأثير بشكل او بآخر بفكر الصاحبيين وممارساتهم.
ولعل تجربة التعرف على شيء قديم – جديد هو احد من اهم الانطلاقات التي دفعتني لترجمة تراث الكويكرز الفكري وهو بحد ذاته تجربة جديدة بعدها الاصادقاء نوعا من الكشف عن جزء مجهول من الحياة وهو امر مطلوب بحد ذاته وفقاً لما يعبر عنه في عقيدة الكويكرز بأن الانسان يجب ان يسير في الارض لايعيقه ُ أي شيء ليسال اخوانه في الانسانية عما اذا كان ( الله ) موجودة في ذواتهم , بمعنا ان احياة الروحية التي تحتل المرتبة الاولى في ايمان وعمل الصاحبيين ((الكويكرز )) وهم بذلك من خلال تعبيرهم عن هذه الحقيقة الخالدة والتي مثلتها الاديان السماوية كافة , لم ينحصلوا في اطار ممارسات وطقوص دينية لاتمثل في افضل احول سوى تكراراً لعبرات منمقة تخفي ورائها جانباً من الرياء والتظاهر الخادع بالتدين.