من البديهيات الأساسية التي كان يتدأولها المعلقون والصحفيون وكثير من الناس بمن فيهم البسطاء، إن الأتحاد السوفيتي هو من المنعة والقوة والجبروت مما يجعل من المستحيل على قوى الثالوث العالمية السوداء من ان تخضعه بواسطة الحرب والاساطيل والجيوش، وكان الأتحاد السوفيتي يملك كل مايلزم للمحافظة على استقلاله وقوته الضاربة، وهذا ما دفع أعداءه للتفكير بخطة لنفسه من الداخل بواسطة عناصر تحمل الجنسية (الروسية) و(البطاقة الحزبية) والمكانة المرموقة في السلطة… واخيرا يكون لديهم الأستعداد لتنفيذ الخطط الاستراتيجية القادمة من وراء البحار من أجل تفكيك دولتهم العظمى.
ان عملية التحول الأقتصادي والأجتماعي التي تمت في الأتحاد السوفيتي من خلال تنفيذ الجريمة الكبرى التي وقعت في العقد الأخير من القرن العشرين، ومن خلال مايسمى بالبيرويسترويكا سيئة الصيت في شكلها ومضمونها والتي نفذت وبشكل واعي ومخطط من أجدل تقويض الأشتراكية سيأسيا واقتصادياً – إجتماعياً… والأنتقال الى الرأسمالية المتوحشة، ويعُد هذا النهج من أولى التجارب الفريدة من نوعها على الصعيد الدولي، وهي كانت ولا تزال وستبقى مثاراً للنقاش والجدل بين القوى المؤيدة للأشتراكية وخصوم الأشتراكية وبين قوى اليسار الحقيقية والقوى الليبرالية والرجعية، وكذلك بين مختلف المدارس والإتجاه ات الفكرية.
إن عملية التحول من الأشتراكية الى الرأسمالية المتخلفة والمشوهة والتابعة في الأتحاد السوفيتي – روسيا للفترة 1985-2015، قد خلقت أسرع استقطاب طبقي في التاريخ البشري، وأكثر إشكاله وخصوصية، هذا الأستقطاب، لم يات نتيجة لسياقات تقليدية، بل جاء كأستدارة حادة من حالة اللاإستقطاب الطبقي الذي ميز المجتمع السوفيتي الى حالة الأستقطاب الطبقي المشوه، وقد جرى ذلك ضمن سياقات ومعدلات ومستويات متسارعة لم تشهد البشرية لها مثيلا.