الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام وناشر لوائه وحامي حماه , وإن المجاهدين في سبيل الله هم صفوة خلق الله وسادة عباده , وهم الناصحون للعالم كله على الحقيقة , الباذلون نفوسهم ومهجهم ليسعدوا البشرية بالتمتع بهذا الدين, فينالوا بذلك رضوان الله في الدنيا والآخرة ، فھم قوم باعوا أنفسهم وأموالهم لله , ورغبوا في عاجل لقائه , لينالوا الحياة الآجلة الأبدية التي يصطفي الله لها من خلقه خيارهم , فيتخذهم عنده شهداء .
و تحتل قضية الجهاد في سبيل الله أهمية قصوى في حياة المسلمين , فقد أعز الله به المسلمين الأوائل وقامت عليه فتوحاتهم الكبرى التي نشر الله بها دينه في مشارق الأرض ومغاربها كما بشر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم وخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة , وبقيت دولة الإسلام قاهرة لعدوها غالبة لقوى الشر في العالم ما تمسكت به وأقامته , وما أن تركته الأمة إلا تسلط عليها عدوها وأذلها وأخذ بعض ما في أيديها إلا انه بحمد الله وفضله لم ينقطع , ولا ينقطع إلى يوم القيامة.