هذا الكتاب مجموعة من الرؤى والأفكار في التعليم العام والتعليم العالي، وهو حديث حول تجربة ممتدة لأكثر من ثلاثين عاما، وجاء إخراجه في هذه الفترة نتيجة لما يتعرض له التعليم من نكوص وتراجع يكاد أن يطيح به ويحرفه عن الطريق القويم الذي ندب له، من أجل بناء الأجيال والنهوض بها وتسليحها بالعلم والمعرفة والحرية والنهوض، لمستقبل يكون في الوطن أكثر بهاءً وحضورا وفاعلية.
وقد احتوت صفحات هذا الكتاب على عدد من المواضيع والطروحات والأفكار التي من شأنها إذا طبقت على أرض الواقع -وهي قابلة لذلك بالتأكيد- أن تنهض بالتعليم العام والعالي في الأردن، ويمكن تطبيقها أيضاً على تجارب التعليم في الدول المجاورة، حيث يتحدث الكتاب عن استقلالية الجامعات، وكيف ننقذُ التعليم العالي، مما يعانيه من تهميش وتدخل غير مقبول ولا مُرضٍ للساعين لتطويره والحفاظ عليه، وما يترتب على ذلك من إعادة الألق والحضور للجامعات مصدرا مهما وحقيقا للأفكار التي تنهض بالمجتمعات وتقويها وتجعلها أقل عرضة للهزات الاجتماعية والسياسية، وتبعد عنها الأهواء والرغبات الشخصية، والقرارات الفردية المبنية على الرغائب والمصالح.