فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتمثل في كونه من أول الملهمين في هذه الأمة المحمدية كما قال صلى الله عليه وسلم : “إن يك من أمتي أحد من المحدثين – الملهمين – فإنه عمر”، فقد ألهم الله قلبه الصواب، وأجراه على لسانه، علما بأن الإِلهام موجود في البشر عامة، وفي هذه الأمة خاصة.
قال المناوي رحمه الله:
” ليس المراد بالمحدثين المصيبون فيما يظنون، لأنه كثير في العلماء بل وفي العوام من يقوى حدسه فتصح إصابته فترتفع خصوصية الخبر وخصوصية عمر رضي الله عنه. ومعنى الخبر قد تحقق ووجد في عمر قطعا، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزم بالوقوع وقد دل على وقوعه لعمر أشياء كثيرة كقصة الجبل؛ عندما صاح: يا سارية… الجبل وغيره… وليس لك أن تقول: هذا كالصريح في تفضيل الفاروق على الصديق، لأنا نمنعه بأن الصديق لا يتلقى عن قلبه بل عن مشكاة النبوة وهي معصومة، والمحدث تارة يتلقى عنها وتارة عن قلبه وهو غير معصوم، ولهذا كان عمر رضي الله عنه يزن الوارد بميزان الشرع فإن وافق وإلا لم يلتفت إليه…