إن الحديث عن شخصيات لها منزلة كبيرة عند الله تعالى وعندنا نحن البشر تحتاج الى الدقة والوضوح والأدلة وقد تضمن هذا الكتاب ترجمة كاملة لسيدات نساء أهل الجنة اللاتي جاء ذكرهن في القرآن الكريم و في نص الاحاديث النوبية الشريف للمصطفى صلى الله عليه وسلم وبشكل صريح وبدون التباس يذكر وفي اكثر من صيغة او حديث، اختص الله سبحانه وتعالى عددا” من النساء في الذكر الحكيم، منهن من ميزهن عن غيرهن من النساء وبشرهن بالجنة، ومنهن من بشرت بسيدة النساء واصطفاها الله تعالى على نساء العالمين كالسيدة مريم عليها السلام، ومنهن من ذكرها الله تعالى بسوء وتوعدها بسوء العاقبة، وعلى ذلك النحو تم اتخاذ عنوان الكتاب للوقوف على ما أريد الفائدة منه.
ومن خلال تلك الدراسة برز دور سيدات نساء أهل الجنة في الحياة العامة والحياة الخاصة للأنبياء الذين لازموهن خصوصا إن الأنبياء الذين في حياة تلك النساء هم من أولو العزم ولهن مكانة خاصة في السيرة النبوية الشريفة، ومن ذلك المنطلق تكمن أهمية الموضوع ففيه توضيح لصحة الأحاديث وبيان معاني الذكر الحكيم، من خلال كتب التفسير الشهيرة والكتب الصحاح التي استخدمت في رفد هذه الكتاب بالمعلومات الموثقة، وفي خلال الابحار في موضوع الكتاب وقفت ايضا على بيان لآراء العلماء والمؤرخين المشهورين والتي ذكرت في سيرة سيدات نساء أهل الجنة، وايضا توضيح اثرهن الكبير في تغيير مجرى الأحداث بتقدير الله سبحانه وتعالى في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ابتداء” بسيدنا موسى عليه السلام، و مرورا بسيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا زكريا عليه السلام، وختاما” بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.. وان سبب اختيار هذا الموضوع للتمييز بين السيدات والكاملات مع ذكر سير سيدات نساء اهل الجنة والكشف عن الملابسات التي وقع في خطأه العديد من المؤرخين اذ جمعوا بين النساء الكاملات والسيدات في منحى واحد وهو في الأساس أمرا غير صحيح لان سيدات نساء أهل الجنة اربع والنساء الكاملات اثنان فقط مع توثيق ذلك بأحاديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم..
واتبع منهج الكتاب بدءا” بذكر المقدمة ومن ثم ذكر تمهيد عن الموضوع للدخول في موضوع البحث من خلال ذكر الأحاديث ذات العلاقة بالموضوع وبيان أهمية الموضوع، ورفع الالتباس الذي ينتاب موضوع السيدات الكاملات، وسيدات نساء اهل الجنة.