تأثر كثيرٌ من الشعراء المسلمين بالهجوم الصليبي على بلاد الشام ومصر، وبحركة الجهاد التي أعقبت هذا الغزو، وانتهت بطرد الصليبين الغاصبين، وجالت ألسنة الشعراء في شتى موضوعات الشعر، إلا أنَّ شعر الجهاد هو ما يسم هذه المرحلة بوسمه؛ فقد كان له أثر بارز في أحداثِ الحروب الصليبية ومُجرياتها وتطوراتها؛ فقد نشط الشعراء في بعث الحمية في نفوس المسلمين واستنهاض هِمَمهِم للجهاد لاسترداد المُقدَّسات، وتَسجيل الوقائع ووصف أحداثها، وَمَدْحِ القادة المجاهدين.
وإنَّ شعر الجهاد وثيقةٌ تأريخية هامة وصف فيها الشعراءُ المعاركَ والحروب والمناوشاتِ، وأحداث المعارك التي وقعت بين المسلمين وأعدائهم،، والأماكن التي وقعت فيها، ووصفوا فيها الحال النفسية للمنتصر والمهزوم، والأسلحة التي استُعْمِلتْ فيها، وسجَّلوا على صفحة التأريخ أسماء القادة الذين شاركوا في هذه الحروب.