منذ أوائل السبعينيات من القرن المنصرم شكَّل حسن عبد الله الشرفي صوتًا شعريًا متميزًا لهُ حضورهُ على السَّاحة الأدبية اليمنية، وتصدرتْ أشعارُهُ وما زالتْ المشهدَ الشِّعرِي اليمني، وانتشرت بين الجماهير، حيث بدا واضحًا أنَّ الشَّاعِر قد مر عبر مراحل انجازه الشعري بخطوات تدريجية، ساعدته على احتضان موجة الشعر الحديث فتعامل معها بوعي وفهم عميقين دلا على قدرته على الكتابة في أي من النمطين: التقليدي بأوزانه المختلفة، والتفعيلي، ولم يلجأ لأحدهما عجزاً عن الآخر، وإنما بحثاً عن النمط الملائم للتجربة، والقادر على تصوير المشاعر، فالمهم عنده ((هو توافر الحدِّ الممكن من القدرة على وصوله إلى القلوب والمشاعر، وأن تكون له رسالته التي يرضى عنها المتلقي كإبداعٍ وفن))، مما يدل على أنُّه لم يكن بمنأى عن المؤثرات الجديدة التي هزت الشعر العربي في العصر الحديث هزاً عنيفاً كان من أبرز آثارها التجديد في لغته وموضوعاته.
من أجل ذلك، كان الباحث معنياً بدراسة هذه التجربة وسماتها الأسلوبية، فهي تعد مدخلاً مناسباً يمكن الباحث من معاينة خصائص هذه التجربة ومميزاتها.