مارس اليهود داخل أحياءهم الخاصة كل طقوسهم الدينية والاجتماعية وعاداتهم وتقاليدهم حتى ليخال للغير بأنهم أصبحوا دولة داخل دولة ففيهم المشرع والقاضي والحاخام وغيرها من الوظائف الأخرى. وله هيئة تدير فيه أمور سكنة الحي مرتبطة بالدولة الأم.
ان اليهود القاطنين في تلك الأحياء تعاملوا مع هذه الحالة بخاصية ميزتهم عن غيرهم من الشعوب فقد اعتبروا المرفوض مقبولاً والمفروض مختارا وبدلاً من ان يفرض الآخرون عليهم السكن في تلك الأحياء اختاروها هم بملء إرادتهم واعتبروها شرفاً لهم.
ان هذه الدراسة تعتمد بشكل أساس على بحث موضوع صورة الحي اليهودي من حيث البعد المكاني والزماني لذلك التجمع اليهودي في كل مكان من العالم وليس بصورته المعنوية. والغرض من تناول دور الجيتو في التشكيلات الثقافية والأدبية والسياسية هو الكشف عن طريقة التفكير الجيتوية المنغلقة والمزدوجة حيث الجمع بين الاضطهاد وعظمة الرسالة وقداسة الدور الموكل لليهود بحسب رأيهم……