تغيرات كثيرة طرأت على الواقع العراقي اذا ما كانت السياسية او الامنية او الاقتصادية، ولم تستثني الظروف الصعبة التي مر بها البلد المؤسسات العسكرية فكان لها نصيب كبير من التغيير والتوقفات التي اسهمت بشكل كبير بأضعاف تلك المؤسسة التي كانت تعتبر خامس اقوى قوة في العالم في ثمانينات القرن الماضي، وباتت اليوم بحاجة الى قوات لتدعمها من اجل ردع الهجمات المتكررة على العراق .
وقد ادى الافتقار الى الروح الوطنية وتنمية مفهوم الوطنية والولاء للوطن ورفض الانتماء الحزبي او الطائفي للقوات المسلحة، فضلا عن ضرورة اعادة تشكيل المؤسسة العسكرية الحالية على وفق الضوابط والتعليمات العسكرية الصارمة التي تسهم في بناء وتكوين شخصية الجندي العراقي، وإعادة المؤسسات التدريبية ولاسيما الاساسية منها، وبناء المؤسسات العلمية بشكل يتماشى مع العصر والتطور، كذلك ضرورة التركيز على الانضباط والضبط العسكري، واعادة زرع المبادئ العسكرية والانضباط لدى العسكري العراقي بعد أن فقدت منه وخاصة بعد ان حلت وزارة الدفاع العراقي وبات العراق يخلو في فترة من الزمان من اهم المؤسسات التي تهتم بحماية البلد من اي مخاطر .
ولم يقف الامر على هذا الحال فكان الوجه الاخر للجندي العراقي بعد عام 2003 والتي اصبح نسخة عن الجنود الاجنبية التي كانت متواجدة في تلك المدى في العراق من ناحية الملبس والاليات وحتى التصرفات التي كانت غريبة على الشارع العراقي وعلى المدني بشكل كبير، فضلا عن تواجد الجندي والقوات العسكرية باحتكاك مباشر مع المدنيين فباتوا يتواجدون في كل شارع وزقاق ومنطقة وهذا مالم يعهدوا العراقيين في السابق، وكان الامر غريب وجديد عليهم وهذا مما تسبب بالكثير من المشاكل التي اوقعتهم في المحظور، وكان لابد من تفعيل مبدا العقاب والثواب في المحاسبة ، وعدم التهاون مطلقا مع المفسدين وإخراجهم من القوات المسلحة.