يُعنى هذا العمل بالدرجة الأولى بعرض البحث الرئيس الذي يتناول موضوعه – الموروث التاريخي الديني لطائفة يهود بابل- العراق، المعروف صحفيا، وإعلاميا بـ”الأرشيف اليهودي” لدى شتى وسائل الاتصال الإسرائيلية، العالمية والعربية. وبطبيعة الحال سيسبقه تقديم نبذة تاريخية موجزة ضمن هذه المقدمة، عن هذه الطائفة اليهودية، وطبيعة تواجدها في العراق، وما قامت به من دور على مدار مسيرتها في الساحة العراقية في شتى الميادين. وبعض المعلومات المتعلقة بالآثار المتوافرة عنها. وسيجري التطرق إلى بعض الجوانب المهمة من وجهة نظري الشخصية في البحث، التي لم يتم تناولها لئلا نتجاوز حدوده. وهي العلاقات الاجتماعية بين أبناء الطائفة اليهودية، وأفراد المجتمع العراقي، بشتى طبقاته، وقومياته. فضلا عن جانب الاهتمام بالكتب، والمخطوطات، واللفائف الدينية بجميع أنواعها. لِما تمثلها من قيمة لدى عموم اليهود، وأهمية في حياتهم اليومية، والطقسية؛ لذلك فقد ركز البحث في البداية على تعريف القارئ سواء العراقي وغيره بماهية “الأرشيف اليهودي” ومما يتألف، ثم يسرد مباشرة قصة الموروث اليهودي الذي يصفه أحد الصحفيين من يهود العراق بقوله “أنها قصة استُهلت بوشاية، وتواصلت بالاكتشاف الكبير، وانتهت بتعقيد سياسي لم يُحل بعدُ”. أما عقدة البحث، إن جاز لنا تسميتها فهي لم تستطع أي جهة التوصل إلى حلها حتى الآن سواء الجانب العراقي الممثل بوزارة الثقافة، فضلا عن وزارة الخارجية أو الجانب الأمريكي – الإسرائيلي، فقد كان الأمريكان بمثابة “اللص” الذي سرق الموروث، وأودعه في دولته، وإسرائيل كونها الجهة المسؤولة عن رعاياها المهاجرين، وبضمنهم يهود العراق. ويضيف الباحث جهة ثالثة ممثلة بأحفاد يهود العراق ومن تبقى منهم على قيد الحياة حتى الآن. وفي الحقيقة، جرى تقديم توصيات مهمة في نهاية البحث لمجمل الجهات المعنية بالموروث اليهودي، قد تتضمن شيئا من الإفادة للجميع إذا ما أخذت بنظر الاعتبار، بغية التوصل إلى حل يرضي الجميع.