قالت عروق: كم هي الدقائق قاسية إن مرت هذه الساعة كما تمر شمس الصباح من غير أن تأخذ أذيال الليل عن الجزيرة !
وقال شاب متخم بحروف ندية محبوسة معتقة:أحبك، عيناك يا حبيبتي نبعتان من عسل ونحل! سبحان من غسل الفجر في عينيك، وغمس الندى في شفتيك، وأعطى الورد بعضا من روحك، والشذى قبسا من أنفاسك، ليقول لك الدلال هيت لك، فتيهي وتألقي وأشرقي …
وكانت الفتاة تخفي عينيها في عينيه وتقول له: عالقة أنا بين عينيك بلا بر ولا بحر هذا البريق في عينيك، حبيبي، يكفي ليرقص الفَراش بأثواب الزفاف ويرقص الكون بأثواب الفرح.
…
وفوق مقعد خشبي عند سور معتق لحديقة منزل مهجور جلس شاعر بخفة وأناقة ينقل عينيه بين زهرات تكاتفن لرسم لوحة سريالية في حوض حجري ثبت بعناية على قارعة الرصيف كان ينسج بهمسه عباءة من رجاء على أطلال ذكرياته، ويقّلب بقايا نظرات أطلال تعبث بدمه.