حظي تعليم اللغة باهتمام كبير من اللغويين، وعلماء الاجتماع، وعلماء التربية، وعلماء النفس، وكان من نتيجة هذا الاهتمام أن تطوّر، وتبلور شيئاً فشيئاً حتّى أصبح علماً قائماً بذاته، له مصادره، كما أنّ له مجالاته، وأطلق على هذا العلم الجديد الذي شهد النور في منتصف القرن الماضي علم اللغة التطبيقيّ Applied Linguistics, وتناول هذا العلم في بداية ظهوره مجالات عدّة، ” من مثل: تعلّم اللغة الأولى وتعليمها، تعليم اللغة الأجنبيّة، التعدّد اللغويّ، التخطيط اللغويّ، علم اللغة الاجتماعيّ، علم اللغة النفسيّ، علاج أمراض الكلام، الترجمة، المعجم، علم اللغة التقابليّ، علم اللغة الحاسبيّ، أنظمة الكتابة.
ومن الواضح أنّ عدداً من هذه المجالات قد أصبح الآن علوماً مستقلّة، خاصّة علم اللغة الاجتماعيّ Social linguistics، وعلم اللغة النفسيّ Psycholinguistics، ومع هذه المجالات الكثيرة التي نراها في مؤتمرات علم اللغة التطبيقيّ، فإنّ مجالاً واحداً يكاد يغلب على هذا العلم، وهو مجال تعليم اللغة سواء أكان لأبنائها أم لغير أبنائها.