في كل زمان ومكان يظهر لنا نخبة من البشر والذين بدورهم يشكلون الفارق في حياتنا بشكل عام، أما عن طريق العلم من خلال الاكتشافات والاختراعات أو عن طريق السلوك الإنساني السليم بالنصح والإرشاد، وبالحصيلة النهائية يُعامل هؤلاء النخبة على إنهم حالة شاذة في المجتمع مما يجعلهم موضع جدل ونقاش على مر العصور، وبكل الحالات ستجسد أسماءهم ومواقفهم رغماً عن الجميع، ولو قلنا إن الأبطال الذين دافعوا عن البشرية وحقوقها قد قتلوا بشكل وحشي من قبل نفس الجنس، لأنهم أرادوا التغيير والارتقاء للأفضل فوقتها يتزامن ذكرهم مع أسماء قاتليهم حتى الفناء، أما العلماء والمخترعين فهم بوضع أتعس من وضع أولئك الأبطال حيث إنهم ممدوحين ومذمومين في آنٍ واحد، تمتدحهم البشرية من خلال ما قدموه من علم وفائدة في جميع الجوانب ويذموهم بجانب واحد وهو توجهاتهم الدينية أو إلحادهم بحسب مفهومهم للحياة والطبيعة وبالتالي ستعاني المجتمعات من فوضوية الرأي بين نسبية القبول والرفض، بدون العودة للفطرة الإنسانية على قبول هذه الأعمال بأنها نابعة من أخلاق الإنسان التي وجدت بأعماقه منذ الأزل، فكان بطل الرواية وهو (عادل) ضحية لتلك الإرهاصات المجتمعية فقد أراد أن يشكل الفارق لهذه البشرية ولكنه سرعان ما وجد نفسه بين صراع الخبث البشري والتلقين المنطمس في شخصية الفرد الأرضي وبالتالي ضحى بكل شيء ولأجل اللا شيء.
….
…..