يُعدُّ عنوان هذا الكتاب مؤشرًا واضحًا، بما فيه الكفاية، على المحتويات التي يتضمنها الكتاب على نحوٍ جليٍّ، إذ يحاول أن يبين العلاقة الوثيقة بين علمين رئيسين ومهمين في دورة الحياة للإنسان هما علم وظائف الأعضاء وعلم النفس، ليعطي التفسير الفسيولوجي لمظاهر الحياة اليومية، فهو يتعامل مع وقائع الحياة عامة، ولا سيّما حقائق الحياة البشرية. فعلم وظائف الأعضاء، وهو العلم المعني بمظاهر الحياة تلك كلّها، هو الذي يقدم لنا الإدراك لمعنى العمليات الجسدية ومظاهرها النفسية.
ومن خلال هذا الكتاب سنتعرف على العمليات الحيوية ونقسمها بطريقة علمية على قسمين: الأوّل يتضمّن العمليّات المادية الوظيفية، والثاني يتضمّن العمليّات النفسية، وهذا سيكون مفيدًا بل ضروريًّا من أجل حل المشاكل العلمية.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن حياة الكائن الحي هي حقًّا واحدة؛ نعم هي معقدة، لايخفى هذا على أحدٍ، ولكنّها واحدة لايمكن فصل سلوكياتها بعضها عن بعض، ولايمكن فصل تأثير عضو جسدي عن عضو آخر، ولكن يمكننا أن نفرّق بين هذه السلوكيات من خلال تجربة خارجية، بوساطة الإحساس بالتصورات، ونعرضها، بوصفها شيئًا منفصلًا كليًّا.