اتسعت دراسة الشخصيات السياسية في ميدان البحوث التاريخية بشكل واضح ويرجع السبب في ذلك الى الحرص على معرفة مدى اسهام تلك الشخصيات واثرها في الحقبة الزمنية التي عاشت فيها، ذلك لان الفرد هو صانع الحدث التاريخي، ففهم طبيعة شخصيته فهماً علمياً وموضوعياً ينطلق من الرؤية القائلة ان الادوار التي يؤديها الافراد ما هي الا انعكاس للبيئة الاجتماعية التي عاشت فيها وتفاعلت معها وتأثرت بها.
وانسجاماً مع هذه الاسس والمنطلقات جاء اختيارنا لشخصية علي ممتاز الدفتري ودوره خلال تسنمه للمناصب الوزارية المختلفة، فقد كلف بأن يكون وزيراً في احدى عشرة وزارة خلال المدة 1941-1957، وعضواً في مجلس النواب العراقي خلال المدة 1941-1950، ثم عضواً في مجلس الاعمار خلال المدة 1950-1951، كذلك عمله في مجلس الاعيان خلال المدة 1953-1958.
كل هذا دفع مؤلف الكاتب الى اختيار شخصية علي ممتاز الدفتري لما لها من أثر ومواقف لدراستها، دراسة علمية اكاديمية بعد ان أهملت من قبل الباحثين والتي لم تدرس دراسة مفردة لإظهار وابراز دورها في تلك الحقبة التاريخية من تاريخ العراق المعاصر.