مما لا يخفى على احد او لا يمكن تجاهله، الا ان مما يخفى وما يمكن تجاهله لأسباب مختلفة أهمها: رغبة قوى الاحتلال العالمي، ومراكز عظمته المنحازة الى جهة على حساب أخرى: هو احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني وتشريد شعب وتخريب وطن آمن بل زرع وتد غريب في جسد اقرب ما يكون الى المعافاة هو جسد الامة الاسلامية والعربية، واذا كانت الحربان العالميتان اقوى دويا بقرع طبول الحرب، ووضوح الاشلاء الدامية الممزقة وكثرة المقابر المعلنة، فان ما جرى ويجري في فلسطين المحتلة منذ حوالي سبعين عاما هو الاخر نزف وقرع طبول واشلاء ممزقة ومقابر ومذابح لا تحصى، مما يؤهل هذا الحدث بامتياز لكي يعد حربا عالمية ثالثة على مستوى الاثر والنتائج والمآسي المتوقعة…
هي حرب شرسة يتنازعها: الالم والامل، الاحتلال والحرية، البياض والسواد، وفي ضجة هذا الصراع المصيري ما زال اللون الرمادي منتصرا على البياض والسواد معا، فقد تطغى وحشية الاحتلال حينا ثم تعلو نداءات الحقوق المغتصبة حينا آخر، وقد ترتفع أسلحة المعتدين ردحا من الزمن، الا ان زمنا آخر ربيعي الاتجاه تتسامى فيه اغصان الزيتون اعلى من قعقة أي سلاح، معلنة خضوعها لأرض إسلامية عربية فلسطينية محتلة، وان الاحتلال لابد ان يزول عاجلا ام آجلا بقوة السواعد والإرادة والايمان بالله….