يعد ميدان فلسفة التربية من الميادين الحديثة وإن كان جذوره تعود إلى القدم، حيث يجد المتتبع لتاريخ الفلسفة أن الفلسفات العملاقة كانت تحتوي في داخلها على نظرة تربوية شاملة متكاملة لتربية وتثقيف الجيل الصاعد، ويمكن للقارئ أن يعود إلى أفلاطون (429-347 ق.م)،الذي عًد أبا للفلسفة المثالية ليجد أنه كان صاحب فلسفة تربوية متكاملة واضحة المعالم تتضح فيها العلاقة الوثيقة بين التربية والفلسفة السياسية.
ويجد المهتم فيضاً من الإنتاج الفكري في فلسفة التربية في القرن العشرين حيث نمت فلسفة التربية نمواً واسعاً لم يعهده تاريخ الفكر التربوي ويعود هذا النمو إلى حركة نمو العلم وتطبيقاته وما شهده القرن من تغيرات وتطورات علمية وتغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية وتربوية، هذه التغيرات والتطورات أبرزت الحاجة إلى فلسفة تربوية مناسبة للواقع بمعنى أن الفلسفة ليس لها قيمة إلا إذا أدت إلى نتائج عملية في التربية المهم من هذا كله أن ميدان فلسفة التربية كما هو واضح حالياً ميدان من ميادين التخصص في التربية، وله أقسام خاصة في بعض الجامعات تحت أسم فلسفة التربية أو الأصول الفلسفية للتربية.