تشتبك إيران بعلاقات معقدة مع دول المنطقة العربية من جهة، ومع الدول التي لها مصالح في الشرق الأوسط من جهة أخرى، ويطغى التوتر على علاقة إيران بغالبية الدول الغربية، فخلافها مع الغرب الأوروبي يكاد ينحصر في برنامجها النووي. لكن خلافاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية لا تنحصر في ذلك فقط، وإنما ثمة مشكلات عدة وعصية على الحلّ. فالولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى إيران بوصفها دولة تناصبها العداء، وتسعى دائماً إلى إفساد مشاريعها في الشرق الأوسط، ولذلك تنظر إلى تحركاتها في تلك المنطقة بعين الريبة. وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن النظام في إيران هو المسئول عن تعثر عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو المسئول عن عدم إحراز أي تقدم في مفاوضات السلام التي أصيبت بالشلل بعد الخلاف الحاد بين حماس وفتح، وتلقي الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً باللائمة على إيران في العمل على زعزعة الوضع في كل من:العراق ولبنان، وعلاقتها ببعض الجماعات الإسلامية الراديكالية. ولعل الموقف المتشدد والعدائي الذي تتخذه إيران من إسرائيل، والتصريحات العدائية المباشرة التي يطلقها القادة الإيرانيون سواء تلك التي تتضمن تهديداً لإسرائيل أم تلك التي تتضمن: تشكيكاً بـ(الهولوكوست) قد جعل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تنظران إلى التحركات الإيرانية السياسية والعسكرية بخشية كبيرة.