يلعب الاعلام دورا مهماً في المجتمع بصورة عامة ودورا استثنائيا في مرحلة التحول الديمقراطي ولا سيما عندما يكون مؤهلا لاشاعة ثقافة الديمقراطية، فالاعلام يحتل تأثيراً فاعلاً وخطيراً لتنفيذ رسالته الحضارية في اصلاح أو تغيير المجتمع الانساني وعلى وجه الخصوص اجهزة الحكم في اوساط النخبة الحاكمة أو على مستوى ثقافة الفرد ووعيه السياسي، وهذا يتطلب إنشاء أجهزة اعلامية تشكل جزءاً من مؤسسات المجتمع المدني المختلفة.
فالمجتمعات التي يحكمها حزب واحد وزعيم واحد مدة ثلاثين عاماً، ويصادر فيها الحريات، ويجعل الناس رهائن لاجهزة القمع وتحطم فيها كل مؤسسات المجتمع المدني، لايمكن ان تنتقل فجأة وبضربة سحرية الى مجتمعات ديمقراطية، والاخطاء التي سيرتكبها الناس في حق انفسهم وفي حق ديمقراطيتهم هي امر طبيعي، فالمجتمعات الديمقراطية العريقة في عالم اليوم انتقلت بصعوبة من مجتمع الفرد والحروب والطائفية والعنصرية الى مجتمعات ديمقراطية، فالانتخابات الامريكية لم يكن يسمح فيها للسود والنساء بالترشيح والانتخاب، وكذلك كانت الديمقراطية البريطانية حكراً على طبقة النبلاء، وحتى دولة مثل سويسرا لم تحصل فيها النساء على حقوقها السياسية الا في منتصف القرن الماضي..
…