الكتاب يتناول قضايا معاصرة، لكنها في الحقيقة قضايا كارثية مأساوية مرّ بها العراق ليس من صنع جهة واحدة، بل من صنع جهات متعددة، حيث لا يمكن ان نعزوها للقدر وحده.
لعبت جهات عديدة دوراً في تخريب العراق بعد العام 1980، كما خربت دولا أخرى من العالم الثالث. وحين نقول انها خربت العراق فهذا لا يعني ان العراق كان قبل ذلك في أتمّ العمران، بل انه كان يعاني من بعض الخراب.
لكنه بعد العام 1980 ازداد خرابا على خراب. فقد ظلّ يعاني العراق تخلفا شديدا في التنمية، بل نستطيع القول ((عدم وجودها أصلا )) حتى لو قيس بما كان عليه العراق مطلع القرن العشرين.
تخلّف التنمية والفساد والسرقات والعنف المتواصل والخطف وغير ذلك من المآسي. فلربما لا تصدق الاجيال القادمة ما يكتبه المؤرخ الآن عن بعض مظاهر التخلّف والفساد والممارسات الغارقة في التخلّف، وتخلّف التنمية.