النافذة مشرعة والليل أسدل ستائره وسكن القلب إلا من تسبيحة أو ترنيمة شكر.
وكعادتي إذا جن الليل أنتحي جانب شرفة منزلي، وأرمي ببصري عبر الأفق الممتد لأمتع ناظري بمرأى السيارات السابحة فوق اسفلت الشارع المحفوف بالأشجار من جانبيه .. أُنَقِّلُ بصري ليعانق نجوم السماء، المنثورة كحبات اللؤلؤ في شعر عروس فاتنة المبسم حوراء العينين.
ما أبدعها الأنوار التي ازدانت بها المباني الشاهقة البعيدة وكأنّي عُرِجَ بي فوق السحاب لألقي تحياتي على أهل الأرض، فهذا بيت كساه الظلام، وذاك أنواره خافتة، وآخر تدل أنواره الزاهية أنه ما زال يعج بالنشاط كأن من فيه خفافيش الليل……
…….