توجد ليهود العراق أهمية كبيرة لدى إسرائيل وعموم قادة الصهيونية، ولاسيما لدى الهيئة المسؤولة عن محاولة جمع يهود الشتات في إسرائيل بعد إعلان إقامتها في عام 1948، وهذه الهيئة هي الوكالة اليهودية. وتأتي هذه الأهمية لقِدم وجود هذه المجاميع اليهودية في العراق في عموم مناطقه، وسهولة العيش مع سكانه المحليين، وتبوئهم – اليهود – لمناصب مهمة في مجالات الحياة المختلفة سواء الاجتماعية، السياسية، العلمية، الأدبية والصحفية، وعدم تعرضهم للاضطهاد أو المعاملة السيئة، باستثناء حالات قليلة حصلت بتحريض من الحكومة الإسرائيلية بغية تحقيق هدفها المنشود المتمثل بتهجيرهم من العراق. وأهم ما يبرز هذه الأهمية ليهود العراق، الكم الهائل من الأبحاث التي كُتبت حولهم لاسيما من لدن أبناء تلك الطائفة، فضلا عن الكتب والمذكرات والقصص وما شابه ذلك.
لذلك، كثيرا ما يُطلق على يهود العراق التسمية القديمة المتمثلة بيهود بابل أو معشر يهود بابل. وبطبيعة الحال، فإن هذه التسمية يراد منها إذكاء بعض الذكريات الأليمة لديهم منها على سبيل المثال “نفي، جلاء أو تهجير” اليهود من فلسطين، أو خراب الهيكل الأول وما إلى ذلك.
على أية حال، فالمتتبع لتلك الأبحاث والكتب والمقالات التي كُتبت وتُكتب يلحظ عن كثب أن مؤلفيها يبدون إما يحاولون إخفاء حقيقة الأمور، أو أنهم فعلا لا يعوون تلك الحقيقة. ومن خلال التجربة والمتابعة يظهر أن أولئك الباحثين هم من الصنف الأول، ربما لأنهم يتناولون سيرة أبناء جلدتهم ويطرحون موضوعات تخصهم، ومهما يكن من أمر فلا يحتمل أن يتخلوا عنهم. وفي الواقع، أشار بعض منْ كتب تلك المؤلفات صراحة، إلى ما أماط قادة إسرائيل والحركة الصهيونية اللثام عن خطط وما وضعوه من ترتيبات واتصالات وعلاقات لإخراج يهود بابل كلهم وإيصالهم إلى إسرائيل بكل الوسائل.