يتضمن هذا العمل مجموعة من الأبحاث والمقالات التي تتناول اللغة العبرية “القديمة” أو ما يُعرف بالكلاسيكية إذا جاز لنا تسميتها، والعبرية الإسرائيلية. والحقيقة، أن هاتان التسميتان هما للغة واحدة، إلا أن التسمية الأولى التي كانت معروفة منذ عصور قديمة وقد اندثرت لحقب زمنية طويلة، إذ باتت توصف باللغة الميتة. وفي الحقيقة شرع في أواخر القرن الثامن عشر نفر من الأدباء العبريين بتنفيذ حملة لتوسيع نطاق العبرية وتعزيزها بمفردات وتعبيرات جديدة، ثم بدأت في أواخر القرن التاسع عشر عملية إحيائها على يد إليعيزر بن يهودا وتطويرها لتُعرف فيما بعد بالعبرية الإسرائيلية. وسنحاول في البدء تقديم نبذة قصيرة عن تسمية اللغة بالعبرية ومن أين جاءت ومدى مكانتها بين اللغات وهل كانت هناك لغة عبرية فعلا!!! وما إلى ذلك، وبعض الشيء عن الخط العبري وكيف اكتسب وضعه الحالي.
ثم يجري تقديم بعض المقالات عن العبرية الأدبية أو التي دوّن بها الأدباء اليهود الأوائل أعمالهم الأدبية في إطار ما يُعرف بالأدب العبري الحديث. إذ كان لأولئك الأدباء دورا كبيرا في توسيع نطاق اللغة العبرية، وإيجاد كلمات، مصطلحات وتعبيرات جديدة بغية سد النقص الكبير القائم بالعبرية في مجالات الحياة المختلفة. وأبرز الأدباء اليهود الذين كان لهم قصب السبق في هذا المجال الأديب والشاعر حاييم نحمان بياليك{1873 – 1934} الذي لقب بالشاعر “القومي” اليهودي. فضلا عن الأديب شالوم يعقوب ابراموفيتس{1835 – 1917} الذي يُعرف باسم “مندلي موخير سفاريم” وهو من أهم الأدباء اليهود في مجال أدب اليدييش والعبري الحديث، إذ كان يُلقب بـ”جد” الأدب العبري الحديث، والعديد من أمثالهم الذين رفدوا اللغة العبرية بكل المجالات.