تتمثل أهمية الكتاب في اكتشاف جهود محكمة العدل الدولية في إثراء مواضيع القانون بصفة عامة. ومن هذه الجهود الدور البارز في تطوير قواعد القانون الدولي العام، فلقد كان للمحكمة دور واسع في تطوير هذا القانون، وذلك من خلال إبراز أهم القواعد العرفية التي قامت المحكمة بالكشف عنها والتي أصبحت قواعد راسخة وثابتة في مجال القانون الدولي، إذ أن المحكمة هي التي كشفت عنها وأقرتها وأخذت بها في أحكامها المختلفة مما أكسبها قوةً ورسوخاً في مجال العلاقات الدولية. وكذلك دورها في الكشف عن القواعد العامة للقانون المعترف بها بحيث أصبحت بفضل دور المحكمة البارز في الأخذ بهذه القواعد في أحكامها وآرائها الاستشارية بمثابة قواعد راسخة وثابتة في القانون الدولي المعاصر.
أما القانون الدولي الإنساني فلقد حظي باهتمام دولي، بل عالمي هذه الأيام بسبب التطور التاريخي الذي حدث في مجال تنفيذ القانون الدولي الإنساني، الذي ظهر في صحوة المجتمع الدولي واهتمامه بمسألة التصدي للانتهاكات والمخالفات والجرائم المرتكبة ضد هذا القانون شكلت تهديداً للسلم والأمن الدوليين مما يسمح له بالتدخل طبقاً لأحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. فدراستنا تهدف إلى توضيح القواعد القانونية التي جاءت بها المحكمة وساهمت في سد الثَّغر في القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني، وكذلك تبيان ما إذا كان ما جاءت به محكمة العدل الدولية مطبقاً في الساحة الدولية من طرف المنظمات الحكومية أو غير الحكومية…