إنَّ الاشتغالَ بالعِلْمِ مِنْ أَفضل القُرَبِ وأَجلِّ الطَّاعاتِ، وأَبرزِ أنواعِ الخيرِ، وآكدِ العباداتِ، وأولى ما أُنفقَتْ فيه نفائسُ الأوقاتِ، إذْ شَمَّرَ في إدراكِهِ والتَّمكُّنِ فيه أصحابُ الأنفاسِ الزَّكيَّاتِ، وبادَرَ إلى الآهتمامِ بهِ المسارعونَ إلى الخيراتِ، وسابَقَ إلى التَّحلِّي به مُسْتَبقُو المَكْرُمَات، وتُعَدُّ السنَّةُ النبويَّةُ المصدرَ الثَّاني من مصادِرِ التشريعِ في الإسلام بَعْدَ كتابِ اللهِ عز وجل شارحةً ومفسِّرةً لَهُ، يسلط الكتاب الضوء على رجلٍ مِنْ رجالِ الحديثِ الَّذي كانَ لَهُ الفَضْلُ العظيمُ في حِفْظِ أحاديثِ النَّبيِّ e الَّتي امتازتْ بقوةِ المَتْنِ والإسنادِ، وكذلك تنوَّعَتْ أحاديثُهُ ومروياتُهُ لِتشمَلَ كثيراً مِنْ أبوابِ الحديثِ، ذلك هو الإمامُ الجليلُ والعالمُ النبيلُ (عليٌّ بن مسهرٍ) (رَحِمَهُ اللهُ) فاخترتُهُ لِيكونَ عُنْواناً لأُطروحتي، فَوَسَمْتُها بـ(مروياتُ الإمامِ أبي الحسنِ عليٍّ بن مسهرٍ(ت189ه- 805م) (رَحِمَهُ اللهُ) في الكتبِ الستَّةِ – دراسةً وتحليلاً).