شهد العالم العربي خلال فترة قصيرة ما لم يشهده خلال عقود طويلة مضت تحت حكم أنظمة اقل ما يمكن ان يقال عنها انها أنظمة استبدادية، تسلطت على رقاب وخيرات شعوبها، بحجة كونها البديلة عن الاستعمار، وترى انه لا بديل سواها، ولكن كما ان لكل خطوة بداية فلها نهاية محتومة أيضا، وتصح معها مقولة ان التاريخ مقبرة الإمبراطوريات، وهي سنة من سنن الحياة، وإذا كان الوضع قد انفجر في بعض البلدان وتأخر في أخرى، وحتى البلدان التي لم يتحقق فيها التغيير ثورياً فلم ولن تكن بمنأى عن استحقاقاته في قادم الأيام، ان استمر الوضع فيها على ما هو عليه، من هيمنة سياسية واقتصادية من قبل أقلية على مقدرات البلاد، مقابل حرمان جماهير الشعب الواسع من ابسط مقومات الحياة الكريمة، فضلا عن الحرمان من الحقوق الأساسية، التي يجب توفيرها للإنسان بصفته إنسان، ايا كان انتمائه او موطنه الذي يعيش فيه.