تعد التربة مسكن ومأوى لكثير من الكائنات الحية المرئية وغير المرئية، كما يمكن ان تستمد الكائنات الحية الماء والغذاء منها. فضلا عن ذلك فإن التربة تقوم بوظائف كثيرة تخدم بها النظام البيئي بأجمعه. أي أن التربة لها تأثير كبير في النظام البيئي الذي يتضمن العديد من الأنظمة.
إن التربة تكوين طبيعي يستجيب للمؤثرات التي تتعرض لها، ونتيجة لاستجابتها لتلك المؤثرات ظهر عليها العديد من المشاكل، التي تتباين ما بين اصناف الترب، كما تتباين وفقا للعوامل التي تؤدي الى حدوث تلك المشكلة، وتباينها من مكان الى آخر ومن مدة زمنية الى اخرى.
نتيجة لأن التربة مورد طبيعي لا يمكن للإنسان الاستغناء عنه، من هنا كان لا بد من الاهتمام بها، والمحافظة عليها، ومعالجة ما تتعرض لها من مشاكل، سيما ان هذه المشاكل اذا لم تعالج واستفحل أمرها فان محصلتها النهائية يمكن ان تحول تربة الى تربة متصحرة، لا منفعة منها.
من هذا المنطلق ألف هذا الكتاب عن مشاكل التربة، كمحاولة للإحاطة بما تعانيه الترب من مشاكل، وقد احتوى هذا الكتاب على اربعة عشر فصلا، إذ خصص الفصل الأول منها لمفهوم التربة، ومكوناتها، وعوامل تكوينها، وخصائصها، وبصورة موجزة، لتقديم هذه المعلومات كمدخل لفهم المشاكل الي تعاني منها التربة.
أما بقية الفصول فتم التطرق منها الى مشاكل التربة على النحو الآتي: الفصل الثاني تناول التعرية المائية، والفصل الثالث كان عن تعرية الرياح، اما الفصل الرابع فكان يدور حول موضوع تملح التربة، بينما الفصل الخامس كان حول تلوث التربة، ثم جاء الفصل السادس عن مشكلة فقر التربة وتدهور خصوبتها.
فضلا عما ذكر من مشاكل هناك مشكلة جفاف التربة وقد احتواها الفصل السابع، اما الفصل الثامن فخصص لمشكلة حركة الكثبان الرملية، بينما الفصل التاسع كان يدور حول مشكلة التصويل، في حين كرس الفصل العاشر عن مشكلة اخرى الا وهي مشكلة التغدق، بينما اختص الفصل الحادي عشر بمشكلة رص التربة، وكان الفصل الثاني عشر ذو اهتمام بمشكلة خطرة جدا هي مشكلة تصحر التربة.
أما الفصل الثالث عشر، فكان قد خصص للاهتمام بموضوع مشاكل التربة وفقا لأصنافها، إذ تم تصنيف التربة وفق ثمانية معايير، وتم التطرق الى اهم المشاكل التي تعاني منها الترب وفقا لتلك الأصناف. وبعد ذلك ونتيجة لحدوث أهم ظاهرة حاليا الا وهي التغير المناخي التي بدت مؤشراتها تلوح في الأفق، كان قد جعل له موضوع خاص بها الا وهو التغير المناخي ومشاكل التربة، وكان ذلك من نصيب الفصل الأخير الا وهو الفصل الرابع عشر.