لكي تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تنحصر في إقليم ما، فإنها تقوم بتحديد المجال، وتشرح العلاقات المكانية القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية مهما تداخلت فيما بينها. ونتيجة لذلك تعد الجغرافيا ذات خاصية متميزة إذ نجدها تضع قدما على العلوم الطبيعية وقدما على العلوم البشرية،اذ انها علم تركيبي يهتم بدراسة واقع الحال والعلاقات المكانية وتوزيع الظواهر، ويدرس الامكانيات والمحددات ويشخص الاسباب لكي يضع لها الحلول المناسبة. فإذا كانت التصنيفات الحديثة لمواقع العلوم المختلفة قد تمت سنة 1972 وقسمتها إلي ثلاث فئات هي: العلوم التحليلية التجريبية، والعلوم التفسيرية التأويلية والعلوم النقدية، فالجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص كل هذه الفئات. فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة تتميز بتفاعلات كثيرة تحصل بين هذه المكونات.
وهو ما يجعل دور عالم الجغرافيا فيها حساسا ومهما ولذلك نجد دراسة المجال الجغرافي لا تقتصر على موضوع في حد ذاته أو على ظاهرة دون الأخرى ومع أن المجال الجغرافي يشمل كل الظواهر مجتمعة، فإن دراسة هذه الظواهر تبحث منفصلة مع قياس درجات التفاعل والتعليل والتحليل دون إهمال أي عنصر من عناصر المجال. وفي علم الجغرافيا تتعدد المشاكل سواء كانت طبيعية او بشريه وهي بذلك تحاول ايجاد الحلول المناسبة لها، اذ ان من خاصية علم الجغرافيا هي الشخصية الثنائية
……