تُعد تركيا من الدول الإقليمية الصاعدة التي أستطاعت أنَّ تنسج شبكة واسعة من العلاقات مع الدول الكبرى والإقليمية وحتى الصغرى, فضلاً عن عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية في المناطق التي تُعد دوائر مجالها الحيوي في سعيها إلى أنَّ تحتل مكانة دولية متنامية في هيكل النظام العالمي عن طريق حسم القضايا الإقليمية والدولية والتأثير في السلم والأمن الدوليين, وهذا من شأنَّه أنَّ يؤثر ويتأثر مع البيئة المحيطة به وعلى المستويين الإقليمي والدولي بما يساعد على تحقيق الطموح والسعي الاستراتيجي لأحتلال مكانة مرموقة على سلم هرم القوة الدولية.
إنَّ تركيا ترنو إلى أنَّ تكون دولة كبرى في النظام العالمي, عن طريق توثيق علاقاتها الإقليمية والدولية وعدم الدخول في محاور واحلاف مضادة, وعدم التبعية لأي طرف معين بحد ذاته, فعلى الرغم من توتر علاقاتها مع بعض الدول الكبرى والإقليمية في المجال السياسي, الا أنَّها ما زالت تحافظ على زخم هذه العلاقات في جوانب أُخرى ولاسيما الاقتصادية ودون السماح لمثل هذه الاختلالات بالتأثير على الجوانب الأُخرى من علاقاتها مع الاطراف المعنية, كما هو الحال في علاقاتها مع روسيا الاتحادية والصين الشعبية وإيران و”اسرائيل” وفرنسا وألمانيا الاتحادية, وهي بهذا تشكل لاعباً إقليمياً مهماً ومؤثراً في البيئة المحيطة بها سواء في منطقة الشرق الاوسط أو آسيا الوسطى أو أوروبا, فضلاً عن التأثير والتفاعل مع اللاعبين الدوليين في هذه المناطق, لتؤدي دوراً موازناً في لعبة العلاقات الدولية بين التوازنات الإقليمية والدولية القائمة في جميع هذه المناطق وسعيها الحثيث إلى توثيق صلاتها مع جميع الاطراف دون تفضيل طرف على حساب طرف آخر.