إن التدوين في تواريخ المدن يعد فنا كتابياً مهماً من ناحية التأصيل لمجموع الجوانب الحضارية لأي منها، فضلا إلى كونه يعبر عن مدى حب التعرف على جذور المدنية.
كما ان التدوين في تواريخ المدن ليس بدعاًجديدا وإنما هو استمرار لمنهجية سلفنا من المؤرخين العرب والمسلمين الذين كتبوا قبل أكثر من ألف سنة في التواريخ المحلية للمدن، لذلك فإن أي جهد يبذل في كتابة تواريخ المدن يعد تواصلاً صحيحاً مع منهجية المؤرخين القدامى، من الذين كتبوا في تراث المدن.
ولما كانت البشرية عبر الاعصر تنسج تاريخها بأنفسها فان الماضي الحضري سيتحول إلى مدماك أساس في بناء حاضرها ومستقبلها شرط أن يوضع هذا المدماك في مكانه الصحيح لكي يعد مدماك لتاريخ قويم وإلا تحول إلى حافز لتاريخ مثبط أو تاريخ عبئ. وقديما قال أحد الحكماء: من يدرس التاريخ يضف عمرا إلى عمره.